الأحد، 30 يونيو 2013

فائدة

فائدة جميلة من تفسير العلامة

العثيمين  ـ رحمه الله ـ  لقوله تعالى :

(وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) غافر 49

يقول : " تأمل هذه الكلمة من عدة وجوه:

أولا : أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم .لأن الله قال لهم : (اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) المؤمنون 108 .
فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلا بواسطة .
ثانيا : أنهم قالوا (ادْعُوا رَبَّكُمْ) ولم يقولوا : ادعوا ربنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم ،أي بأن يقولوا ربنا  ،فعندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا (رَبَّكُمْ).

ثالثا : لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا (يُخَفِّفْ) لأنهم -نعوذ بالله -آيسون من أن يرفع عنهم .

رابعا : أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما بل قالوا (يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ) يوما واحدا بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنْ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) الشورى 45 .

أعاذنا الله منها".

انتهى كلامه رحمه الله

الفرق بين الصيام والصوم

الفرق بين [ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ، ﺍﻟﺼـﻮﻡ ]

ﺇﻥّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻴﺲ ﺑﻪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺘﺮﺍﺩﻓﺔ ﺃﺑﺪﺍً ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﻛﻠﻤﺔ [ ﺻـﻴﺎﻡ ] ﺑﺤﺮﻑ [ ﺍﻟﻴﺎﺀ ] ، ﻓﺈﻧّﻪ ﻻ‌ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ [ ﺻـﻮﻡ ] ﺑﺤﺮﻑ [ ﺍﻟﻮﺍﻭ ] .
ﺇﻥّ ﻛﻠﻤﺔ [ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ] ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻻ‌ﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻌـﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻭ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻔﻄﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺣﺘّﻰ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ، ﺃﻱ ﻓﺮﻳﻀﺔ [ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ] ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺧﻼ‌ﻝ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻛـﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ) ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 183 ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ : [ ﻛـﺘﺐ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺼـﻮﻡ ] .
ﺃﻣّـﺎ [ ﺍﻟﺼـﻮﻡ ] : ﻓﻴﺨﺺّ ﺍﻟﻠّﺴـﺎﻥ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻌـﺪﺓ ، ﻭ ﺧﺎﺻّﺔ [ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖّ ] ﺳـﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ، ﺃﻱ ﺃﻥّ [ ﺍﻟﺼﻮﻡ ] ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻊ [ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ] ﻭ ﺑﻌـﺪﻩ ﻭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥّ [ ﺍﻟﺼﻮﻡ ] ﻟﻴﺲ ﻟـﻪ ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺸـﺮﺍﺏ ، ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : ( ﻓـﻜﻠﻲ ﻭ ﺍﺷـﺮﺑﻲ ﻭ ﻗـﺮّﻱ ﻋﻴﻨﺎً ﻭ ﺇﻣّـﺎ ﺗـﺮﻳﻦّ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸـﺮ ﺃﺣـﺪﺍً ﻓﻘﻮﻟﻲ ﺇﻧّﻲ ﻧﺬﺭﺕ ﻟﻠﺮﺣﻤﻦ ﺻـﻮﻣـﺎً ) ﻣﺮﻳﻢ 26 ، ﺃﻱ ﺃﻥّ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻗـﺪ ﻧﺬﺭﺕ [ ﺻـﻮﻣﺎً ] ﻭ ﻫﻲ ﺗﺄﻛﻞ ﻭ ﺗﺸـﺮﺏ ،
ﻭ [ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ] ﻟﻮﺣﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥْ ﻳُﺮﺍﻓﻘـﻪ [ ﺍﻟﺼـﻮﻡ ] ﻻ‌ ﻳُﺆﺩّﻱ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺗﻤـﺎﻣﺎً ﻟﻘﻮﻟـﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠّﻢ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ : ( ﻣَـﻦْ ﻟﻢْ ﻳﺪﻉْ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﻌﻤـﻞ ﺑـﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠـﻪ ﺣﺎﺟـﺔ ﻓﻲ ﺃﻥْ ﻳﺪﻉ ﻃﻌﺎﻣـﻪ ﻭ ﺷـﺮﺍﺑـﻪ ) ﺃﻱْ ﻻ‌ﺑـﺪّ ﻣﻦ [ ﺍﻟﺼﻮﻡ ] ﻣﻊ [ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ] ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ ، ﻟﻜﻦّ ﻣﻦ ﺃﺷـﺪّ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖّ ﺧﺎﺻّﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴـﻪ ، ﻷ‌ﻥّ [ ﺍﻟﺼﺒْﺮ ] ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣُﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ : ( ﻭ ﺟﻌﻠْﻨﺎ ﺑﻌْﻀﻜُﻢ ﻟﺒﻌْﺾٍ ﻓﺘﻨﺔً ، ﺃﺗَﺼْﺒﺮﻭﻥ ) ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ 20 ، ﻭ ﺍﻷ‌ﻫﻢّ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻫـﻮ ﻓﻬـﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻘﺪﺳـﻲّ ﺟـﻴّﺪﺍً ﻭ ﺍﻻ‌ﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﺑﺪﻗّﺔ ﺃﻳﻀﺎً : ( ﻛـﻞّ ﻋﻤـﻞ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻟـﻪ ﺇﻻ‌ً ﺍﻟﺼـﻮﻡ ﻓﺈﻧّـﻪ ﻟـﻲ ﻭ ﺃﻧـﺎ ﺃﺟـﺰﻱ ﺑـﻪ ) ، ﻧﻼ‌ﺣﻆ ﺃﻧّـﻪ ﺫﻛﺮ [ ﺍﻟﺼـﻮﻡ ] ﻭ ﻟـﻢ ﻳﻘﻞ [ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ] ، ﻷ‌ﻧـﻪ ﺏ [ ﺍﻟﺼـﻮﻡ ] ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭ ﻳﺨﻒّ ﺍﻟﻀـﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻛﻢ ، ﺃﻣّـﺎ ﺍﻟﺼـﻴﺎﻡ ﻣﻊ ﺳـﻮﺀ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﺈﻧّـﻪ ﻳﺰﻳﺪ المشاكل والشحناء ، ﻓﺼـﻮﻣﻮﺍ [ ﺻـﻮﻣﺎً ] ﻭ [ ﺻـﻴﺎﻣﺎً ] ﻟﺘﻌﻢّ ﺍﻟﻔﺎﺋـﺪﺓ . ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻜﻢ ﻭ ﻋﻠﻴﻜﻢ
* قال الله تعالى : في سورة الضحى (وللآخرة خير لك من الأولى)

إن أول ما يخطر على أذهاننا في تفسير الآية أن الدار الاخرة خيرٌ لنا من الحياة الدنيا !

ولكن الآية تحمل معنى أوسع يقول: عاقبة كل أمر خير لك من أوله

(ألم يجدك يتيماً) هذا أول الأمر (فآوى) هذا آخره
(ووجدك ضالاً) هذا أوله (فهدى) هذا آخره
( ووجدك عائلا ) هذا أوله (فأغنى) هذا آخره

لذا ذكّر نفسك دائماً أنك تتعامل مع رب كريم ، من أوصافه سبحانه وتعالى أنه يختبر العبد بأول الضيق ثم لابد أن يفرّج وينتهي الأمر بالسعة لابد أن تكون الآخرة خير من الأولى في كل أقدار الله وتكون الآخرة خير من الأولى لمن رضي عن الله ..

�� أناهيد السميري

الحزن

قال ابن القيم:

لم يأت (الحزن) في القرآن إلا منهيا عنه كقوله تعالى:
(ولا تهنوا ولا تحزنوا)
أومنفيا مثل:

(فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)

وسر ذلك أن "الحزن"لا مصلحة فيه للقلب،
وأحب شيء إلى الشيطان أن يحزن العبد
ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه.

ابن القيم

تدبر فى آيات الله

{(أفلا يتدبرون القرآن)}

قال الله تعالى : {(قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ○ و يقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ○ و يخرون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعا)}
[سورة الإسراء:107-108-109]

■ التفسير :
قل يا محمد لمن كذب بالقرآن و أعرض عنه {(آمنوا به أو لا تؤمنوا)} فهو حق في نفسه و ليس لله حاجة فيكم ، و لا يزيده ذلك و لا ينقصه ، و لستم بضاريه شيئا و إنما ضرر ذلك عليكم ، فإن لله عبادا غيركم ، و هم الذين آتاهم الله العلم النافع ، كالذين من الله عليهم من مؤمني أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام و غيره ..

{(إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا)}
إذا يتلى عليهم هذا القرآن يسجدون على وجوههم تعظيما لله عز وجل ، و شكرا على ما أنعم به عليهم ..
و هنا لم يقل سبحانه {(يسجدون)} و إنما قال : {(يخرون للأذقان سجدا)} فعبر عن السجود بقوله {(للأذقان)} كناية عن المبالغة في الخضوع و الخشوع و الخوف من الله تعالى ، و لأن الإنسان كلما ابتدأ بالخرور و الإقبال على السجود فأقرب الأشياء من الجبهة إلى الأرض : الذقن ..
و يقولون في سجودهم : {(سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا)} تنزيها لله عما لا يليق بجلالته عما نسبه إليه المشركون ، و تعظيما و توقيرا له على قدرته التامة و أنه لا يخلف الميعاد ، و لذا قال : {(إن كان وعد ربنا لمفعولا)}
{(و يخرون للأذقان يبكون)} أي : على وجوههم ساجدين باكين خاشعين خاضعين لله من خشية الله و إيمانا و تصديقا بكتابه و رسوله و يزيدهم القرآن خشوعا .
◆ في الآيات تهديد لمشركي قريش و إبداء لإعراض الله عنهم في قوله : {(قل آمنوا به أو لا تؤمنوا)} فإن العلماء السابقين من أهل الكتاب المؤمنين آمنوا به عن يقين و لم يتمالكوا أنفسهم عند سماعه إلا أن يسقطوا على وجوههم ساجدين لله سبحانه (لأن الحق لا يخفى عليهم) .

◆ كرر سبحانه ذكر الخرور للأذقان إشارة لتأثير مواعظ القرآن في قلوبهم و مزيد خشوعهم ، فإن القرآن يزيدهم بسماعهم له خشوعا أي لين قلب و رطوبة عين .

■ العمل بالقرآن :
• الله سبحانه و تعالى غني عن العالمين ، لا يبالي بالناس آمنوا بالقرآن أم لم يؤمنوا به ، مع أنه لا يرضى لعباده الكفر ، و إنما نحن المحتاجون إلى الإيمان بهذا القرآن العظيم ، و النهل من معينه الصافي ، و استقاء العلم منه ليكون دليلنا و مرشدنا ، و هادينا إلى جنات النعيم ، لذلك عض على كتاب ربك بالنواجذ ، و احرص على تعلم ما فيه من العلم ، فإنه العلم الذي ليس وراءه علم .

• العلم الذي لا يثمر الخشية و العمل ، ليس بعلم و لا فائدة منه ، فإن الله وصف الذين أوتوا العلم بأنهم يخرون للأذقان سجدا ، و هو غاية الذل و الخضوع لله سبحانه و تعالى ، و هو عمل بالعلم الذي تعلموه ، فاحذر أخي أن تكون مجرد وعاء للعلم دون أن يثمر ذلك عندك خشية لله تعالى و عملا صالحا ، و سبيلك لتحقيق ذلك هو التفكر و التدبر و محاولة فهم العلم الذي تقرأه أو تسمعه أو حتى تحفظه ، و إلا كان مثل من يحمل العلم بلا خشية أو عمل كمثل الحمار يحمل كتبا فوق ظهره و لا يفقه ما فيها و لا ينفعه حمله لها في شيء .

• نزه الله عن كل نقص و عيب ، و عظم أفعاله و حكمته و إرادته ، و ثق بصدق وعده ، و سلم أمرك إليه و قل : {(سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا)} .

• اخشع عند سماعك لكلام ربك ، و علامة ذلك : أن يقشعر بدنك ، و يلين قلبك ، و تترطب عيناك ، و اعلم أن الخشوع و البكاء و السجود من علامات تدبر القرآن العظيم ، و التأثر و الإنتفاع به .

• إبك عند سماعك للقرآن ، و إن لم تبك فتباك ، و حرك قلبك به ، و مما يعينك على ذلك : جمع قلبك على التفكر بما فيه من المواعظ ، فإن في القرآن من العلم ما يحرك القلوب الميتة ما لا يعلم بعظمته و جلاله إلا الله ، و يكفيك في ذلك استشعارك أنه كلام رب العالمين ، فو الله لو أن القرآن ليس فيه إلا هذه الميزة لكفى ذلك سببا ألا تتوقف العين عن الدمع عند قراءته خشوعا لله رب العالمين ، صاحب هذا الكلام العظيم .

• عند نهاية الآية : {(و يخرون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعا)} موضع من مواضع السجود ، فاحرص على هذه السجدة تعظيما لله سبحانه و تعالى ، فإن الشيطان يعتزل يبكي إذا سجدت هذه السجدة ، و يقول : (يا ويله !  أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة ، و أمرت بالسجود فأبيت فلي النار) كما ورد في صحيح مسلم .

• استمع للقرآن العظيم بنية الخشوع لله رب العالمين ، فإن الذين أوتوا العلم إذا يتلى عليهم يزيدهم القرآن خشوعا و يبكون و يسجدون ، فما رأيك أخي لو تستمع لآيات من القرآن من غيرك فإن الله يقول : {(إذا يتلى عليهم)} و تجمع قلبك و فكرك عند سماعك لها ، فتخشع ، و تبكي ، و تسجد و تتفكر في وعد الله الحاصل لا محالة ، و تقول : {(سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا)} ، فتذوق من اللذة ما لا يمكن وصفه ، و لا يعلم كنهه إلا رب العالمين ، افعل ذلك و أخبر به كل من سألك عن الحياة الطيبة و طرق تحصيلها .

■ إضاءة :
من أوتي من العلم ما لا يبكيه فقد أوتي من العلم ما لا ينفعه ؛ لأن الله نعت أهل العلم فقال : {(قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ○ و يقولوا سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ○ و يخرون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعا)} .

أخلاق العلماء للآجري

■ المراجع :
● التفسير المنير
● تفسير ابن كثير
● تفسير السعدي
● زبدة التفسير
● كتاب : [ليدبروا آياته]

■ تطبيق :
ما الذي تفعله لتقترب من القرآن أكثر و تنتفع بما فيه من المواعظ ، و تستفيد بما فيه من الهداية الربانية ؟

الجمعة، 28 يونيو 2013

الخميس، 13 يونيو 2013

تقرب إلى الله

قال خباب بن الأرت:

"تقرّب إلى الله بما استطعت؛ فلن يتقرب إلى الله بشيء أحب إليه مما خرج منه"،

وصدق فإن خير الشواغل التشاغل بالقرآن سواء في تلاوته وحفظه، أو فهمه وتفسيره وتدبره.

الاثنين، 10 يونيو 2013

نور البصيرة

جاءت آية :

"الله نور السموات والارض" بعد آيات غض البصر...
فمن غض بصره عن الحرام أطلق الله نور بصيرته وفتح عليه من العلم.

( ابن تيمية )

الأحد، 9 يونيو 2013

رمضان فرصة لتعظيم الله


ملخص محاضرة اناهيد السميري
رمضان فرصه لتعظيم الاجر
..الجزء الاول تاريخ 5/6/2013

رمضان فرصه لتعظيم الله

رمضان فرصه من فرص الله علينا خصها بنا لنزداد ايمانا
والفرص لا يقدرها الا ذو عقل فطن
وان الانسان لديه المعرفه والعلم عن طريق عقلين:
١-عقل ادراكي:
وهو الذي يقدر المصالح والمفاسد في الحياه الدنيا
٢-عقل ارشادي :
وهو الذي يقدر المصالح والمفاسد في الزمن البعيد والطويل

قال تعالى *وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم(١)*
ما هو قدم الصدق؟
قدم من تقديم من قدم  من جعل الشئ سابقآ له يوم القيامه
فأنت في الدنيا ماذا تفعل وتقدم يكون قد سبقك الى الله
قد لا نراها ولكنها سبقتنا الى الله
فمن كان فطنا جعل قدم الصدق تسبقه الى ربه
فقليل الادراك والفهم يفكر في التو واللحظه
اما صاحب العقل فيقدم لنفسه قدم صدق عند الله
كلمه فرصه تقابلها كلمه الفوز ..الفلاح..النجاح

كيف نعلم ان دخولنا رمضان بطريقه صحيحه ؟؟
عن طريق زياده الايمان عن طريق زياده الطاعات
والتقرب لله فيها فكل يوم ينبغي ان يكون افضل من الذي قبله

ولكن هناك طريقه لاستقبال رمضان اعتاد عليها الناس ...تسمى الحماس
وهي عباره عن ترسبات سابقه من العادات والتقاليد
وهي نتيجه للحماس المجتمعي
وهذا معناه ان مخزوننا  عن الشهر يسيرنا.. فعادة مانرى الالتزام في رمضان بالصلاة والورد وغيرها يكون في اوجه في بداية رمضان ...ويبدا تدريجيا بالنزول ...
مع عظم تلك الليالي والايام وفضل ذلك الشهر العظيم
اذن  ينبغي ان نغير المفاهيم المجتمعيه الخاطئة المترسبه فينا والقضاء عليها

و السبب الرئيسى لعدم تعاملنا مع رمضان بطريقه تليق بتعظيمه
بسبب ضعف الايمان .. ولهذالا نرى ان رمضان فرصه يجب ان نغتنمها لا نفرح بالطاعات
فيينبغي علينا ان نأخذ باسباب زياده الايمان... وتذكر الاخره حتى نغتنم الفرص في هذا الشهر الفضيل 

وذكر الدار الاخرة سبب لاصلاح القلوب وهي صفه اتصف بها الانبياء
وكلما زاد ذكر الدار الاخرة كلما زادت عندنا اغتنام الفرص
فيجب علينا ابتدائا ان نعرف اسباب ضعف الايمان والتي تؤدي بنا الى عدم
اغتنام الفرص في رمضان بالشكل المطلوب
قال تعالى  في سوره يونس في وصف   ضعاف الايمان اربع صفات
اربع صفات ان وجدت كان ضعيف الايمان *إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون (٧)*

ان الذين لا يرجون لقائنا
ورضوا بالحياة الدنيا
واطمئنوا بها
والذين هم عن اياتنا غافلون.....

اول الداء عند الناس واعظمه هو عدم رجاء لقاء الله تعالى
اي لم يعتنوا بالتفكير والاستعداد له
الدنيا اخذت لب قلوبهم فالاخره ليست هدفههم وهمهم
الذين .. لايرجون لقاء الله ولا يستعدون لمقابلته ولا يتفكرون في الدار الاخره والموت والبرزخ
عدم تزكيه النفس وتركهها على هواها وابعاد الامور المكدره عنها حتى لو كانت حقا ...ولا يزكون انفسهم ولا يتفكرون في منزلتهم عند الله ..ينقص ايمانهم
فلا يريدون تذكر الاخره او الموت او الاشياء التي تنقص عليهم حياتهم الدنيا
والحياه
اما مطالب ورغائب لايحققها الا الله
واما مخاوف لا يحفظك منها الا الله

اذا ذكرت الدار الاخرة اذكر من ستلقي في الدار الاخرة
اذكر كمال صفاته من جهه الرحمة ومن جهه العقاب
بالتفصيل عن طريق معرفه الصفات والاوصاف
اذكره بالتدبر في اياته عند قراءة الورد من القران ما ذا ضهر منها في افعال الله تعالى في الايات
سيجد الانسان وهو يقرأ في كتاب الله كيف يعامل تعالى عباده
اذا اردت ان تستعد كما ينبغي فلن تعرفه الا اذا قرأته في القران وتدبرته
وذكر الدار الاخره يجب ان يكون بالطريقه الصحيحه
فلا يخوفها حتى يقنط وتتعطل جوارحه
ولا يأمن مكر الله فتتعطل ايضا
وطريقة الذكر الصحيحه
ان يكون هناك ضابط يحركك للعمل
فالذكر الصحيح النافع هو الذي يدفعك للعمل

وهناك  ثلاث امور تجعلناممن يرجووون لقاء الله
تعلم على الله تعالى لمعرفه من سنلقى بكمال صفاته واسماءه وعن طريق تدبر كلامه في القران....

معرفه تفاصيل القبر والبر زخ والقيامة تعلمها وهيمنتها على القلب والسيطره على القلب عن طريق تغذيته بالامور الاخرويه
وايضا ان تنظر وتتفكر في الاحداث من لحظة القبض الى لحظه المئال والمأوى ...وتتذكر  حال المؤمنين وكيف تبشرهم الملائكه بلاخوف عليهم ولاهم يحزنون

ولحظه المئال في الجنه وكيف يعرف كل واحد مكانه اكثر من معرفته ببيته في الدنيا

املأ قلبك بالرجاء وهذا له ضابط
رجاء
لا يجعلك تتكل ويجعلك تعمل
وتقوم بالواجبات والتقربات مع وازع مؤلم في القلب للخوف من عدم القبول.

لحياة القلب علامات وهي
عدم الفرح بمدح المادحين
فالعبد دائما طموح حتى لا تفوته فرصه لترتفع مكانته عند الله تعالى
واليوم الذي يقصر فيه عن طاعة الله تعالى يشعر بالالم والحسرة
فكلما زاد القلب حياه زاد عنده الالم لتنقيص الطاعه والعباده لله تعالى

ولموت القلب
حين يقترف الجريمة تلو الجريمه
ويرى ربه حليما
فيظن نفسه سائر على الطريق المستقيم

فتحقيق الرضا في القلب يبين لنا ..هل رجونا لقاء الله ام لا
اذا وجدنا في انفسنا مقاييسنا تحقيق الرضى في الامور الدنيويه فهنا يحب ان ننتبه
لا يكون رضاه الااذا استقمنا على رضا الله تعالى
والتعلق ان يقبل الله تعالى واذا كان هناك نقص يستشعرالقلب الالم
وخاصه مقياس الرضا عن الابناء والزوج
عن ادائهم الصلوات وحق الله تعالى
رضانا عنهم وهم مقصرين
فاذا رضينا باستيقاظهم للدوام ..مع عدم استيقاظهم لصلاه الفجر ..فمقياس الرضا لدينا به خلل

فمقاييس الرضا عندنا نقطة تبين
لنا هل نحن
رجونا لقاء الله تعالى او لا
ولترجو لقاء الله تعالى...يجب عليك
البحث عن فضائل الاعمال المقربه لله تعالى
والتفكير اين منزلتك عند الله تعالى
والبحث عن المنزلة
البحث عن من يحبهم الله تعالى ومن هم والحرص على ان نكون ًمنهم
ان الله يحب المحسنين ...يحب القانتين ...
فاينما تجد محبة الله احرص عليها
ومعرفه من الذين لا يحبهم لنكون على حذر منهم

وعليك الاستعداد للقاء الله وذلك
بالتفكر في ايات الله
انواع الايات
الكونيه والشرعيه

اخبرنا تعالى عن ايتين عظيمتين
من الايات الكونيه يجب ان نراقبهما

هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون

إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون )

هو الذي جعل الشمس ضياء
وان في اختلاف الليل والنهار

اين الايه في الشمس والقمر
الايه هي انت
انت مثل الشمس تولد ثم تصبح فتيا في اوج طاقتك ثم تضعف ثم تموت
ونحن هكذا في الحياه
كذلك القمر
الذي يولد ويصبح فتيا ثم يمووت
فكل شي يولد ويوصل الى الفتيه ثم يموت

كل يوووم نرى هذا الدرس امام اعيننا
ايات بينه واضحه
راقب  الشمس وكيف تولد ضعيفه باهته وتكون في اوج قوتها وشبابها فترة الظهيره وكيف تنطفئ عند الغروب
وكيف انها تذكرنا بعظمة الخالق يوميا

وكيف انها تذكرنا باهميه اليوم الذي ينقضي بغروبها
وعندما تغيب الشمس وياتي الليل
فكيف عندما ينطفئ نورك
وتكون من سكان القبور
عندما ينطفئ نورك  ماذا سيكون حالك
وينتهي النور الحسي
ويبغى النور المعنوى
فكل غروب يفتح لك باب التفكير
هل الى ظلمة ام الى نور

نسال الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ...ويهدينا لما يقربنا اليه ويتقبله منا ويختم لنا بالصالحات..

الجمعة، 7 يونيو 2013

القبول

ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﻟﻴﻔﺴﺮ:

»ﻭﺇﺫ ﻳﺮﻓﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺭﺑﻨﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺎ» .

ﺑﻜﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺮ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻟﻌﺒﺪ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺨﺼﻮﺹ .

. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ
ﺛﻢ ﺍﻧﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ.ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ

ﻭﺭﺣﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ

الخميس، 6 يونيو 2013

لفتة تربوية

لفتة تربوية :

  قال تعالى :

{ أولئك الذين هدىٰ الله فبهداهم اقتده }
قال : { فبهداهم }
ولم يقل : .....  ( فبهم ) ؛

فيه إشارة إلى أن الاقتداء يكون بالمنهج لا بالأشخاص .!

اللهم اجعلنا هداة مهتدين ،،،

الاثنين، 3 يونيو 2013

تضرعا وخفية


قال سبحانه: ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.{الأعراف: 55}.

✏ قال السعدي رحمه الله : { وَخُفْيَةً } أي: لا جهرا وعلانية يخاف منه الرياء، بل خفية وإخلاصا للّه تعالى."

✏وقال ابن كثير: عن ابن عباس في قوله:
{ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } قال: السر.

✏وقال ابن جرير: { وَخُفْيَة } يقول: بخشوع قلوبكم وصحة اليقين بوحدانيته وربوبيته فيما بينكم وبينه لا جهارا ومراءاة.

✏✏وعن الحسن قال:
إنْ كانَ الرجل لقد جمع القرآن وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل لقد فقُه الفقه الكثير وما يشعر به الناس. وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزُّوَّر وما يشعرون به، ولقد أدركنا أقوامًا ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبدا، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يُسمع لهم صوت، إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله تعالى يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً }. وذلك أن الله ذكر عبدًا صالحا رَضِي فعله فقال: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا }.الطبري

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل.  صححه الالباني
