الاثنين، 21 أكتوبر 2013

وققات مع سورة الشمس

( فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)
[سورة الشمس:8]

▪ ومعنى (فأَلْهَمَهَا) كما قال الراغب الأصفهاني : (الإلهام: إيقاع الشيء في الروع، ويختص ذلك بما كان من جهة الله - تعالى - وجهة الملخأ الأعلى)
كقول النبي: - صلى الله عليه وسلم - (إن روح القدس نفث في روعي، أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها)

▪وقد اختلف في المراد بالإلهام في هذا السياق :

 فقيل: بيَّن لها الخير والشر، أي: علمها.

 وقيل: جعل فيها القبول للخير والشر، أي: خلق فيها.

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��

����أفلا يتدبرون����
( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)
[سورة الشمس:9]
 أي: زكى نفسه وطهرها من رجس النقائص والآثام، لأن التزكية تطلق على التطهير.
 أو : نماها بالعلم والعمل والوصول إلى الكمال وبلوغ الفطرة الأولى.

( وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )
[سورة الشمس:10]

قال ابن جرير: أي: أخملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهدى حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله تعالى.
وقال غيره: أي: نقص تزكيتها وأخفى استعدادها وفطرتها التي خُلقت عليها.

فالإنسان أصلاً عنده استعداد للحق وللفضائل،،،  لكنه يرسي هذه الفطرة السليمة ويخفيها ويدفنها عن طريق المعاصي والجهل والفسوق،،،
��وهو مأخوذ من دس الشيء في التراب، قال تعالى: أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ [النحل:59]،،،
فدس الشيء في التراب يعني: أدخله فيه وأخفاه.

��الشيخ محمد إسماعيل المقدم��

**********************************
����افلا يتدبرون����
[وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)]
[سورة الشمس]

هذه مشاهد كونية متقابلة.
��وهي مشاهد تتكرر على كل آدمي، ولكنه لا يلقى لها بالاً،،،
ولا يرفع بها رأساً،،،
ولا يتأمل؛؛؛
 بديع صنع الله،،،
وحكمته البالغة في تسير هذا الكون، وما ينبغي أن يتوصل إليه من العبودية لهذا الخالق العظيم، الذي أوجد هذا النظام البديع، وهذا النسق المميز.

��ففيها تحريك لهذه القلوب الغافلة، والنفوس البليدة، لتبصر، وتتفكر فيما حولها، ولا تكتفي بالنظرة السطحية التي لا تثمر لها شيئا.

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��

����أفلا يتدبرون���////////************�
(فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها )
[سورة الشمس:14]

��عبر سبحانه وتعالى بالجمع (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا) مع أن المنبعث، الذي باشر ذلك واحد لأنهم راضون، والراضي كالفاعل.
 ولذلك أخذوا جميعاً بهذه الجريمة.

��ولهذا قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في رجل قتل في صنعاء: لو أن أهل صنعاء جميعًا تمالئوا على قتله، لقتلتهم به. فالراضي كالفاعل، والمشارك يدخل في القوَد.

***********************************

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا)
[سورة الشمس : 11]

لماذا ذكر الله قصة قوم صالح( ثمود)من بين قصص سائر الأمم في سورة (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)؟

لأنه ذكر في(سورة الشمس )انقسام النفوس إلى النفوس الزكية الراشدة المهتدية،،،
وإلى الفاجرة الضالة الغاوية.
وذكر فيها الأصلين القدر والشرع، ��فقال: (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا)
 فهذا قدره وقضاؤه،،،
��ثم قال: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) وهذا أمره ودينه.

��فثمود هداهم الله كما في سورة فصلت:( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى) [فصلت:17]؛؛؛
فذكر الله قصتهم ليبين سوء عاقبة من آثر الفجور على التقوى والتدسية على التزكية.

��ابن القيم��

����أفلا يتدبرون��**��
(وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى)
[سورة الليل:6]

▫اختلف المفسرون في المراد ��(بالحسنى):

فمنهم من قال كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).

ومنهم من قال الحسنى: الجنة،،،
لأن الله - تعالى - قال (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ)، فالحسنى هي الجنة، والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم.

ومنهم من قال، وهو اختيار ابن جرير الطبري، رحمه الله، ورجحه: إن المراد الخلف من الله على المعطي،،،
▪بمعنى: أن الله - سبحانه وتعالى – وعد المنفق بالخلف،،،
فالذي يثق بموعود الله - عز وجل - فهو مصدق بالحسنى.
ويشهد لهذا المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما من يوم يمر إلا وينزل ملكان فيناديان اللهم أعطي منفقا خلفا وأعطي ممسكا تلفا).

وبين هذه المعاني الثلاث تلازم،،،
��فإن من صدق بموعود الله مصدق بـ(لا إله إلا الله) وهو من وراث جنة النعيم.
��لكن السياق يرجح ما اختاره ابن جرير الطبري، بأن (الحسنى): الخلف.
��وإذا نظرنا للعموم، فإن المراد يتعلق بـ(لا إله إلا الله) التي هي كلمة التوحيد.

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��

����أفلا يتدبرون��****

************************************
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)    فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)
[سورة الليل]

��(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) هذا جواب الشرط. ��(نيسره): يعني نهيئه بيسر، وسهولة. ��و(اليسرى) هي الجنة، أو عمل الصالحات.

��(وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى) بخل بحق الله، بخل بالزكاة،،،
��كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما - فهو البخل بحق الله الواجب عليه.

��(واستغنى) يعني استغنى بماله، وجاهه، عن ثواب الله،،،
��كأنما قال: لا حاجة لي، وأنا عندي ما يكفيني، كما قال قارون: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) .

��(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) هي النار، أو عمل الشر.

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��

����أفلا يتدبرون����

وقفات مع سورة البلد

مقاصد هذه السورة سورة (البلد

بيان طبيعة الحياة، والإنسان،،،
بيان طبيعة الإنسان(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)،،،
وطبيعة الإنسان بما فيه من صفات وانحرافات في نفسيته، إذا كان كافرا.

بيان بعض مظاهر الربوبية في النفس.

إعلاء القيم الإيمانية، والخلقية.

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��
****************/**********/*********
����أفلا يتدبرون����
( لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ*وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ)

��اتفق المفسرون على أن المراد بالبلد مكة،،،،

��ولكن اختلف المفسرون في قوله (حل)،،،

  القول الأول: وأنت يا محمد، قد أحلت لك ساعة من نهار، وذلك عام الفتح، أنه قد أحل لك القتال فيها مع حرمتها، وأنها لم تحل لأحد من قبله، ولن تحل لأحد من بعده.                 
القول الثاني: حلال، مقيم. يعني: الحل المقابل للارتحال،،،
فالله تعالى يقسم بهذا البلد حال كون نبيه - صلى الله عليه وسلم - مقيمًا بها في العهد المكي؛ لأن الآية نزلت في مكة.            

القول الثالث: وفيه بعد، أي وأنت حلال الدم، قد أهدرت قريش دمك.

��د.  أحمد عبد الرحمن القاضى ��

************************************

����افلا يتدبرون����
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَد)

(أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ)

��هذه الغفلة المطبقة عن الله، عز وجل، وعن الشعور برقابته، هي التي أوردتهم المهالك.

��وهكذا، حينما يطيف بقلب المسلمن نوع غفلة، فيسرف في المعاصي والذنوب، وإن كانت غفلة نسبية،،،
��لكن بقدر ما يقع في القلب من الغفلة، تزل بك القدم،،،
وتقع فريسة الذنوب،،،

وحينما يستنير قلبك بمصباح الذكرى، والعلم بالله،،،
فإن هذا النور الإلهي يحرق جميع الشهوات، وجميع الشبهات. ويستنير القلب، ويبصر الأشياء كما هي، ويميز بين الحق والباطل.

��وهذا يدلنا على أهمية تعاهد القلب بالذكرى،،،
فإن حياة القلب بالذكرى،،،
فليحذر الإنسان من الغفلة.

��د.  أحمد عبد الرحمن القاضى ��

***********************************
����أفلا يتدبرون����
(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَة)

▫(فلا) فهلا
▪(اقتحم) الاقتحامهو مجاوزة الشيء بشدة، وسرعة.
▫(العقبة) لغة الطريق الصعب، الوعر في الجبل.

وعبور هذه العقبة يحتاج إلى شدة، وسرعة، ومضي، وتحامل على النفس. لأنه ليس طريقًا مفروشًا بالورود، والرياحين، بل فيه معاناة

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��*****

����أفلا يتدبرون����
(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)

  هداية دلالة، وبيان؛على أن المراد بالنجدين: طريق الخير، أو الشر.
��يعني: أن الله سبحانه وتعالى، عرف هذا الإنسان الخير والشر، وأمره بالخير، ونهاه عن الشر.

هداية عامة، أي هداية العبد لمصالحه المعاشية،على القول بأن المراد بالنجدين(الثديين)،،،
��وذلك أن الله سبحانه وتعالى ألهم المولود أن يلتقم ثدي أمه، دون أن يتلقى دروسًا في طريقة الرضاعة!

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��
����أفلا يتدبرون����
( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ)

(فَكُّ رَقَبَةٍ)
(أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ)
(يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ )
(أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ)

إذا العقبة هي القيام بالأعمال الصالحة، الشاقة على النفس.
ولأن القيام بهذه الأعمال يحتاج إلى مجاهدة،،،
ويحتاج إلى مفارقة للشهوات،،،
وتحامل على النفس،،،
واطراح لشهواتها،،،

��فلذلك شبهه باقتحام العقبة.

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��
***********/****************/*****
����أفلا يتدبرون����
تفسير سورة البلد للشيخ محمد العثيمين رحمه الله..... http://t.co/l63fBQMeJ5
(هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْر)
************************************

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��
(وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)

▪(المرحمة)  رحمة الخلق.

وهذا مناسب لما تقدم من عتق الرقاب، وإطعام اليتيم، والمسكين.
وفي هذا دلالة على القيم الخلقية في هذا الدين العظيم،،،
وأنه هو دين الرحمة،،، والإحسان،،،
��خلافًا لما يصمه به أعداؤه، وهم أولى بذلك، من وصمه بالإرهاب، وغير ذلك من ألقاب السوء.

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��

����أفلا يتدبرون����
(ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَة)

(ثم) هنا، لم يرد بها الترتيب الزمني؛ بل الترتيب الذكري.

يعني: ليس معنى ذلك أنه صار من الذين آمنوا بعد أن اقتحم العقبة،،،

بل المعنى: وكان مع ذلك (مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ).

��(تواصو)أي أوصى بعضهم بعضًا.
����أفلا يتدبرون����
����لقد خلقنا الإنسان في كبد ��/

اعلان حقيقة وهي أن الإِنسان لا يبرح يعاني من أتعاب الحياة حتى الممات ثم يستقبل شدئاد الآخرة إلى أن يقر قراره وينتهي تطوافه باستقراره في الجنة حيث يستريح نهائيا ، أو في النار فيعذب ويتعب أبدا .

الجزائري

����أفلا يتدبرون����
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ)

▪ فالمشأمة  الشمال،،،
وفيها أيضًا، معنى الشؤم.

��(عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ)��
▪عبر بـ (عليهم)، لم يقل هم في نار مؤصدة وذلك لإطباقها عليهم.
فمعنى (مؤصدة): مطبقة مغلقة،،،
لا منفذ لهم،،،
قد أوصدت أبوابها،،،
وأغلقت عليهم،،،
لا يخرجون منها،،،
��(كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا)��

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��

����أفلا يتدبرون����

الخميس، 17 أكتوبر 2013

وقفات مع سورة الفجر

سورةالفجر ..سورة عظيمة تتحدث عن الظلم والطغيان سواء كان  ظلم عام من اﻷمم أو ظلم من النفس نفسها..

مطلعها مطلع يبث التفائل .. يخفف عن مابعده ...��والفجر��
إذا جاء الطغيان والظلم فاطمئنوا ...ﻷن الفجر يعقب أشد أوقات الليل ظلمة...

��والليل إذا يسر�� ...الليل الطويل والظلمة ستسري .. كلمة يسر .. سريع وخفيفة
.. توحي بإشارة لطيفة..

وفي السورة مثال  ﻷنواع الطغيان ..
طغيان الأمم��عاد وثمود��
طغيان اﻷفراد�� فرعون ��

ا.د.ناصر العمر

*********************************
����أفلا يتدبرون����
(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد)

استشعار كمال رقابة الله، واطلاعه، وإحاطته،،،

��فإذا أغلقت الأبواب، وأرخيت الستور فاذكر قول الله تعالى (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ).

��قال بعض الصالحين: (لا يكن الله أهون الناظرين إليك).

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��
*********************************
����أفلا يتدبرون����
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ)

��النفس المطمئنة بالإيمان.
ومعناها: الآمنة،،،
                وقيل الموقنة،،،
                وقيل المخبتة،،،
                وقيل المصدقة.
��وهي معانٍ متقاربة .

والنفوس ثلاثة أنواع : 

نفس مطمئنة: فهي التي سكنت على محبة الله، ورجائه، وخوفه، والتوكل عليه.  فالمؤمن مطمئنًا في اعتقاده، راضيا بالله رباً، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا.

ونفس أمارة: فنفس متمردة، لا تتعلق بخالقها، وبارئها، فهي على النقيض من الأولى.

ونفس لوامة: نفس تجري في مضمار بين النفسين السابقتين، فتتلوم على صاحبها؛( تتلوم أي: تتلون)،،،
تارة تلومه على الخير،،،
وتارة تلومه على الشر.

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��

*****/****************************

( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)

مجيء حقيقي يليق بجلاله وعظمته – سبحانه – نثبته، ولا ننكره، ولا نعطله، ولا نؤوله بأنواع التحريفات،،،
بل نثبته إثباتاً حقيقياً على ما يليق بجلال ربنا.
ولا يجوز تفسير المجيء بأنه مجيء أمره.
فكيف يقال أن قوله (وَجَاءَ رَبُّكَ) ليس على ظاهره، بل هو مجيء أمره، ومجيء الملائكة على ظاهره، وهما في آية واحدة؟!!

 هذا من العدوان على النصوص، ومن التحكم بلا دليل، وطعن في بيان القرآن.

��د. أحمد عبد الرحمن القاضى ��
**********************************
����افلا يتدبرون����
مقاصد سورة الفجر

إثبات المعاد، والجزاء. وهذا في أولها، وأخرها.

اطراد سنن الله في أعدائه.

الكشف عن طبيعة النفس الإنسانية في السراء والضراء.

بيان التلازم بين الإيمان من جهة، والأخلاق والسلوك من جهة أخرى.

��د. أحمد عبد الرحمن *القاضي��
����أفلا يتدبرون����
Watch "تفسير اواخر سورة الفجر- مؤثر للشيخ

صالح المغامسي" on YouTube - http://www.youtube.com/watch?v=YU2rjAe0hNc&feature=youtube_gdata_player

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

سورة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم

"سورة الإخلاص" التي تركز على إثبات تفرد الله بالكمال وتنزهه عن النقص.
 وقد ذكر ابن عثيمين-رحمه الله- في تفسيره أن سبب تسميتها بسورة الإخلاص"لأنها مبنية على الإخلاص التام لله".

وقد روى غير واحد من المفسرين أن سبب نزول هذه السورة هو:
أن قوما من المشركين قالوا لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- انسب لنا ربك، فأنزل الله-عز وجل- هذه السورة. أخرجه الترمذي 3361/وأحمد 134/5 وصححه الحاكم 540/2.

وبعد معرفتنا لسبب النزول نشرع في تفسير الآية الأولى، يقول تعالى:(قل هو الله أحد)

أورد السعدي-رحمه الله- مانصه:
(قل): قولا جازما به، معتقدا له، عارفا بمعناه.
ويقول ابن عثيمين-رحمه الله- (قل) الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضا.
(هو الله أحد) يفسرها السعدي بقوله،" أي: قد انحصرت فيه الأحدية،فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لانظير له ولامثيل".
ويقول الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسيره:
اسم الله: علم على ذات الرب تبارك وتعالى. ومعنى الإله: المعبود بحق، الذي لايستحق أن يعبد سواه قط. فالله اسم من أسماء الله تعالى وهو اسم الجلال الأعظم.
أحد: صفة، ومعنى(أحد) أي: (واحد).
ولكنه أبلغ من(واحد)، فالأحد لانظير له. أما الواحد فممكن أن يأتي ثان.
أما إذا قلت (أحد) فلا يمكنك أن تعدد.
فهو أحد في ذاته وصفاته وأفعاله.
ومذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان بأسماء الله وصفاته هو ماحكاه شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-بقوله:"ومن الإيمان بالله،الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير تحريف ولاتعطيل، ومن غير تكييف ولاتمثيل".

للفائدة
بعض من فضلها:
1/ ماأخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة-رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب(قل هو الله أحد)،فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي-صلى الله عليه وسلم- فقال:(سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟)فسألوه. فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-:(أخبروه أن الله يحبه). أخرجه البخاري حديث(7375) ومسلم حديث(813).
2/وأخرج مسلم من حديث أبي الدرداء-رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟) قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال:(قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن). أخرجه مسلم حديث(811)

من المواطن التي يشرع فيها ويستحب فيها قراءة (سورة الإخلاص):
الركعة الثانية: من ركعتي سنة الفجر وسنة المغرب، وذلك بعد قراءة الفاتحة.
الركعة الأخيرة من الوتر بعد قراءة الفاتحة.
الركعة الثانية: من ركعتي الطواف(بعد قراءة الفاتحة).
دبر الصلوات.
عند النوم.
في أذكار الصباح والمساء.

الأحد، 6 أكتوبر 2013

حسن الظن

حسن الظن راحة للقلب :   

      ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا...".
وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية.

من الأسباب المعينة على حُسن الظن:

هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب:

1) الدعاء:
فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا.

2) إنزال النفس منزلة الغير:
فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12].

وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور:61].

3) حمل الكلام على أحسن المحامل:
هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".
وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.

4) التماس الأعذار للآخرين:
فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.
وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.
إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك:
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم

5) تجنب الحكم على النيات:
وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.

6) استحضار آفات سوء الظن:
فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم:32].
وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} [النساء:49].

إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.
رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا، والحمد لله رب العالمين.