بسم الله الرحمن الرحيم
"سورة الإخلاص" التي تركز على إثبات تفرد الله بالكمال وتنزهه عن النقص.
وقد ذكر ابن عثيمين-رحمه الله- في تفسيره أن سبب تسميتها بسورة الإخلاص"لأنها مبنية على الإخلاص التام لله".
وقد روى غير واحد من المفسرين أن سبب نزول هذه السورة هو:
أن قوما من المشركين قالوا لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- انسب لنا ربك، فأنزل الله-عز وجل- هذه السورة. أخرجه الترمذي 3361/وأحمد 134/5 وصححه الحاكم 540/2.
وبعد معرفتنا لسبب النزول نشرع في تفسير الآية الأولى، يقول تعالى:(قل هو الله أحد)
أورد السعدي-رحمه الله- مانصه:
(قل): قولا جازما به، معتقدا له، عارفا بمعناه.
ويقول ابن عثيمين-رحمه الله- (قل) الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضا.
(هو الله أحد) يفسرها السعدي بقوله،" أي: قد انحصرت فيه الأحدية،فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لانظير له ولامثيل".
ويقول الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسيره:
اسم الله: علم على ذات الرب تبارك وتعالى. ومعنى الإله: المعبود بحق، الذي لايستحق أن يعبد سواه قط. فالله اسم من أسماء الله تعالى وهو اسم الجلال الأعظم.
أحد: صفة، ومعنى(أحد) أي: (واحد).
ولكنه أبلغ من(واحد)، فالأحد لانظير له. أما الواحد فممكن أن يأتي ثان.
أما إذا قلت (أحد) فلا يمكنك أن تعدد.
فهو أحد في ذاته وصفاته وأفعاله.
ومذهب أهل السنة والجماعة في الإيمان بأسماء الله وصفاته هو ماحكاه شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-بقوله:"ومن الإيمان بالله،الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير تحريف ولاتعطيل، ومن غير تكييف ولاتمثيل".
للفائدة
بعض من فضلها:
1/ ماأخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة-رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم ب(قل هو الله أحد)،فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي-صلى الله عليه وسلم- فقال:(سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟)فسألوه. فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-:(أخبروه أن الله يحبه). أخرجه البخاري حديث(7375) ومسلم حديث(813).
2/وأخرج مسلم من حديث أبي الدرداء-رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:( أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟) قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال:(قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن). أخرجه مسلم حديث(811)
من المواطن التي يشرع فيها ويستحب فيها قراءة (سورة الإخلاص):
الركعة الثانية: من ركعتي سنة الفجر وسنة المغرب، وذلك بعد قراءة الفاتحة.
الركعة الأخيرة من الوتر بعد قراءة الفاتحة.
الركعة الثانية: من ركعتي الطواف(بعد قراءة الفاتحة).
دبر الصلوات.
عند النوم.
في أذكار الصباح والمساء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق