الخميس، 9 أغسطس 2012

تدبر أية فسقى لهما

قال تعالى في سورة القصص:

( فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال ربّ إني لما أنزلت إلي من خيرٍ فقير، فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنافلما جآءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين)

...
عندما رأى موسى عليه السلام المرأتين تذودان أغنامهم أي تبعدان الغنم عن الاختلاط بأغنام غيرهما وهما ينتظران القوم حتى يسقوا غنمهم .. رقّ لهم ورحمهم فسقى لهم غير طالبٍ منهم أجرة ولا له قصد إلا وجه الله وكان ذلك في وقت شدة الحر وسط النهارفتولى إلى الظل مستريحا وقال ( ربّ إني لما أنزلت إلي من خيرٍ فقيرٍ)

أي إني مفتقر للخير الذي تسوقه إليّ وتيسره لي وهذا سؤال منه بحاله والسؤال بالحال أبلغ من السؤال بلسان المقال أي التذلل لله بحال العبد إن كان فقيراًبفقره ثم دعاء الله باسمه وصفته التي تناسب الحال ياغني ياكريم.. وأيضاً يؤخذ من الآية الدعاء بعد العمل الصالح أسرع للإجابة أو التذلل لله بالعمل الصالح نفسه إذا لمست فيه الإخلاص منك ..لذلك كانت الإجابة من الله عز وجل سريعة فقد قال له والد البنتين لاتخف ...نجوت...ثم وجد له عمل ( تأجرني ثمانيّ حجج )أي سنوات
مقابل تزويجك ابنتي هذه ..قال موسى إني لما أنزلت اليّ من خيرٍ فقير فأعطاه الله العمل والزوجه والأمان والعائلة والذرية ...فما أكثر عطائك يارب..حين ندعوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق