الخميس، 3 يناير 2013

علامات محبة الله للعبد

كم أحبك يالله 

"محبة الله " هي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون ..  و شمر السابقون .. فهي قوت القلوب وغذاء الأرواح .. وقرة العيون .. وهي الحياة التي من حُرِمها فهو من جملة الأموات ..  وهي روح الإيمان والأعمال .. والمقامات والأحوال .. التي متى خَلَت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه " فاللهـــــم اجعلنا من أحبابــــــك "

العلامة الأولى لمحبة الله للعبد:

* أن يحميه من الدنيا

قال عليه السلام(أن الله إذا أحب عبدا حماه في الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء)صحيح الجامع.

الثانية:
يرزق الله العبد الرفق ويدخله ألي بيته
(إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق )
صحيح الجامع

وقال عليه السلام( إ ن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق وإذا أحب الله عبدا أعطاه الرفق ، ما من أهل بيت يحرمون الرفق ؛ إلا حرموا الخير .): حسن لغيره

الثالثة:
الإبتلاء

قال عليه السلام(إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ؛ و إن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، و من سخط فله السخط)صحيح .

الرابعة:

يلقي الله له القبول في الأرض

قال عليه السلام:
( أحب الله عبدا نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل فيأهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)صحيح

الخامسة:

  الحبّ ، والتزاور ، والتباذل ، والتناصح في الله .

وقد جاءت هذه الصفات في حديث واحد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال : (حقَّت محبتي للمتحابين فيَّ ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ )صحيح

ومعنى " َالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ " أي أَنْ يَكُونَ زِيَارَةُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ مِنْ أَجْلِهِ وَفِي ذَاتِهِ وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ مِنْ مَحَبَّةٍ لِوَجْهِهِ أَوْ تَعَاوُنٍ عَلَى طَاعَتِهِ .

السادسة:
أن يقبضه على عمل صالح

قال عليه السلام ( إذا أراد الله بعبد خيرا عسله ، قيل : وما عسله؟ قال : يفتح له عملا صالحا قبل موته ، ثم يقبضه عليه)حسن.

فاعرضي نفسك على هذه العلامات واسألي الله أن يرزقك محبته( اللهم ارزُقْني حبَّكَ وحبَّ مَن ينفَعُني حبُّهُ عِندَك اللَّهم ما رزَقْتَني مِمَّا أحبُّ فاجعَلهُ قوَّةً لي فيما تحبُّ اللَّهمَّ وما زَويتَ عنِّي مِمَّا أحبُّ فاجعَلْهُ فَراغًا لي فيما تُحِبُّ).
انَّ للشيطان في إضلال الناس وإغوائهم طريقين !

انَّ للشيطان في إضلال الناس وإغوائهم طريقين، فمَن كان منهم عنده تقصير وإعراض عن الطاعة حسَّن له الشهوات، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "حُفَّت الجنَّة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات" رواه البخاري (6487)، ومسلم (2822)، ويُقال لهذا مرض الشهوة، ومنه قوله تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}

، وأمَّا من كان من أهل الطاعة والعبادة، أتاه الشيطان عن طريق الغلوِّ فيها وإلقاء الشبهات عليه، قال الله عزَّ وجلَّ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}، وفي صحيح البخاري (4547)، ومسلم (2665) عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية، فقال: "إذا رأيتم الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم"، ويُقال لهذا مرض الشبهة، ومنه قوله تعالى:

{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً}، وقوله: {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ}،

وهؤلاء الذين سُئل عنهم ابن عمر وصفهم يحيى بن يعمر بأنَّهم أهل عبادة، فقال:
"إنَّه ظهر قِبَلنا ناسٌ يقرؤون القرآن ويتقفَّرون العلم، وذكر من شأنهم"، وهؤلاء وأمثالهم من أهل البدع يأتيهم الشيطان لإغوائهم وإضلالهم عن طريق الشبهات.
°°°°°°°°°°°
من شرح حديث جبريل في تعليم الدين
الشيخ عبد المحسن العباد

المصدر: منتديات نور اليقين
°°°°°°°°°°
﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِ‌ينَ وَالْأَنصَارِ‌ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّ‌ضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق