الخميس، 21 نوفمبر 2013

تدبر سورة عبس

{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى}

��بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، وإمكان صدور الخطأ منه.

فهو بشر يلحقه ما يلحق البشر في الأمور البدنية، والعملية (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) إلا أنه لا يقر على الخطأ،،،
وهذا هو معنى (العصمة) الحقيقي.

��بينما آحاد الناس يخطئون، وقد يشعرون، وقد لا يشعرون،،،
أما النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من عصمة الله له أنه إذا أخطأ، بين له خطئه .

وهذا يرد به على الذين يغالون في وصف النبي صلى الله عليه وسلم، بغير ما وصفه الله تعالى به،،،

فقد قال تعالى لنبيه :(وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ )

فأثبت له ذنباً، كم أثبت للمؤمنين وللمؤمنات، وأمره أن يستغفر لنفسه، ولهم. وقد استجاب لأمر ربه، فكان يستغفر الله في المجلس مائة مرة, وقال عن نفسه :

( فإني استغفر الله سبعين مرة ).

��د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي ��

����افلا يتدبرون����
{ عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)

��ضبط المصالح والمفاسد بالضوابط الشرعية،،،
��وتقدير المصلحة والمفسدة بالمعايير الدينية. 

ويتفرع عن ذلك أن من الناس من يتوسع بما يسمى (مصلحة الدعوة) فربما يتقحم بعض المحظورات باسم مصلحة الدعوة.

↩ وهذا ليس إليه، فإن الدعوة ليست ملكاً لأحد، لأن الدعوة لله عز وجل، فلابد أن يدعو العبد إلى ربه، وفق مراده، ووفق شرعه،،،
وألا يقدم، ولا يؤخر، ولا يصطفي، ولا ينحي، بناءً على محض رأيه، وتقديره، بل لابد أن يستنير بنور الله .

��د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي ��

����أفلا يتدبرون����
تطييب النفوس ،، للشيخ المنجد حفظه الله

جاءت هذه الشريعة بما يطيب النفوس. وهذا أدب إسلامي رفيع،

��على سبيل المثال��

عاتب الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- لأنه أعرض عن الأعمى، وقد جاءه يستفيد، يسأل، يا رسول الله: علمني مما علمك الله، وكان النبي –عليه الصلاة والسلام- منشغلاً بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه،

فأنزل الله: عَبَسَ وَتَوَلَّى*أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى*وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى*أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى سورة عبس:1 – 4،

��قال القرطبي في التفسير: "فعاتبه الله على ذلك؛ لكي لا تنكسر قلوب أهل الإيمان

تشتد الحاجة  إلى المواساة؛ لأن أصحاب القلوب المنكسرة كثيرون، نظراً لشدة الظلم الاجتماعي في هذا الزمان، هذه معلقة لا هي زوجة ولا هي مطلقة، هذه أرملة، ذاك مسكين، هذا يتيم، والآخر عليه ديون وغم وهم، وهذا لا يجد جامعة، وهذا لا يجد وظيفة، وهذا لا يجد زوجة، أو لا يجد زواجاً، المواساة تطييب الخاطر بكلمة: ذكر، دعاء، موعظة، مال، مساعدة، جاه، قضاء حاجة، الكلمة الطيبة صدقة

وتطييب الخواطر له أثر كبير على النفوس، يمسح المعاناة، ويُصَبّر، ويقوي القلب في مواجهة الشدائد، ويمنع من الانهيارات النفسية، ..انتهى..

فلنسعى جاهدين في تطييب الخواطر محتسبين اﻷجر من المولى فما أعظمه من باب..
..

����أفلا يتدبرون����

فلماذا عبر القرآن في وصف عبد لله ابن أم مكتوم بالأعمى ؟!

كان بالإمكان أن يأتي قائل ويقول لماذا لم يقل الله مثلاً عبس وتولى أن جاءه صاحبه أن جاءه عبد الله ابن أم مكتوم أن جاءه السائل لماذا؟

قال الله الأعمى مع أن الكفيف يتضجر إذا نادينها بالأعمى.

�� فلا بد أن يكون هناك عله خفية هذه مهمة العلماء والعلة الخفية هنا أن لله أراد أن يمدح عبد لله ابن أم مكتوم بهذا الوصف كيف يكون هذا مدح له ؟؟

�� يكون إذا عرف القارئ أن هذا الذي اقتحم على النبي صلى لله عليه وسلم وهو يحاور صناديد قريش كان كفيف البصر وجد له عذراً فعبد الله ابن أم مكتوم الذي جعله يدخل بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين صناديد قريش وهو يدعوهم للإيمان.

كونه لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو منشغل بأولئك القوم فكان كونه كفيف البصر عذراً له بأن يقتحم على النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه وأخذ يلح ويطلب في السؤال فلهذا عبر الله جل وعلا بقوله (عَبَسَ وَتَوَلَّى(1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى(2))

��لأن الله قرر في كتابه أنه ليس على الأعمى حرج فيرتفع الحرج عن الأعمى فتكون كلمة الأعمى هنا منقبة في ذكرها لعبد لله ابن مكتوم رضي لله عنه.

المغامسي 

����أفلا يتدبرون����
عبس وتولى

كان النبي عليه الصلاة والسلام في عبوسه وتوليه يلاحظ هذين الأمرين.

الأمر الأول: الرجاء في إسلام هؤلاء العظماء.

والأمر الثاني: ألا يزدروا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في كونه يلتفت إلى هذا الرجل الأعمى الذي هو محتقر عندهم،

ولا شك أن هذا اجتهاد من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وليس احتقاراً لابن أم مكتوم؛ لأننا نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يهمه إلا أن تنتشر دعوة الحق بين عباد الله، وأن الناس عنده سواء بل من كان أشد إقبالاً على الإسلام فهو أحب إليه.

هذا ما نعتقده في رسول الله صلى الله عليه وسلم

تفسير ابن عثيمين

����أفلا يتدبرون����
{ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)
(سورة عبس)

هوان *المستغنين عن الهدى، المعرضين عنه* على الله.

وظيفة الداعية هي البلاغ، ليس عليه الهدى،(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ).

��د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي ��

����أفلا يتبرون����
��{بأيدي سفرة}��

 السفرة الملائكة، وسموا سفرة

 لأنهم كتبة مأخوذة من السَّفَر أو من السَّفْرِ وهو الكتاب كقوله تعالى: {كمثل الحمار يحمل أسفاراً} [الجمعة: 5]

. وقيل: السفرة الوسطاء بين الله وبين خلقه، من السفير وهو الواسطة بين الناس، ومنه حديث أبي رافع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تزوج ميمونة رضي الله عنها قبل أن يحرم قال: «وكنت السفير بينهما»(39) أي الواسطة.

�� والصحيح أنهم ، وسموا سفرة لهذا وهذا لأنهم سفراء بين الله وبين الخلق، فجبريل عليه الصلاة والسلام واسطة بين الله وبين الخلق في النزول بالوحي

��إبن عثيمين رحمه الله

����أفلا يتدبرون����
▪بيان فضل الله على الإنسان ��قدراً، ��وشرعاً،،،

��أما قدراً فلقوله��(مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ)��

��وأما شرعاً فلقوله ��( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ)�� على القول إن السبيل المراد به طريق الحق والباطل .

��د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي ��

����أفلا يتدبرون����
{ ثُمَّ السَّبِيل يَسَّرَهُ }

قيل :

 هَدَاهُ لِلْإِسْلَامِ الَّذِي يَسَّرَهُ لَهُ , وَأَعْلَمَهُ بِهِ , وَالسَّبِيل سَبِيل الْإِسْلَام .

 عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : سَبِيل الشَّقَاء وَالسَّعَاد

 قَوْل مَنْ قَالَ : ثُمَّ الطَّرِيق , وَهُوَ الْخُرُوج مِنْ بَطْن أُمّه يَسَّرَهُ . وَهذا اﻷولى بِالصَّوَابِ , لِأَنَّهُ أَشْبَههمَا بِظَاهِرِ الْآيَة , وَذَلِكَ أَنَّ الْخَبَر مِنْ اللَّه قَبْلهَا وَبَعْدهَا عَنْ صِفَته خَلْقه , وَتَدْبِيره جِسْمه , وَتَصْرِيفه إِيَّاهُ فِي الْأَحْوَال , فَالْأَوْلَى أَنْ يَكُون أَوْسَط ذَلِكَ نَظِير مَا قَبْله وَبَعْده .

الطبري

����أفلا يتدبرون����َ
*!*!*!

قوله تعالى : (( قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ * كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ))

����
هدايةُ الآيات  :

��يمقتُ اللهُ تعالى ، ويلعنُ كلّ كافر مكذب ، جاحد للبعث والنشور ، ويعجب من حاله وتكذيبه واستبعاده للبعث وهو المخلوق أساساً من نطفة مهينة حقيرة ، فقدّر أجله ورزقه وعمله وشقاوته وسعادته ،

��وهو الذي قد كان في بطن أمه ضعيفاً أسيراً لا يملك من أمره شيئاً .. ثم أخرجه إلى دنياه الواسعة وأبقاه  لأجل مضروب ، وزمن محدود .. ثم إذا حان أجله وُسِّد قبره ، ليبقى رهين التراب والدود حتى قيام الساعة ، ويأذن  الله له ولسائر الخلائق بالخروج حيث الوقوف بين يدي الملك الديان!

رياض المسيميري��

����أفلا يتدبرون����
في الآية اشارة الى قضية التقدير

وهذا التقدير لا ينبغي أن يحول بين الإنسان والعمل إذ كلٌّ ميسرٌ لما خُلقَ له كما صح عنه عليه السلام

(( ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ )) :

للسلف في الآية معنيان :
أحدهما : أي سهّلنا خروجه من بطن أمه .

ثانيهما : أي بيّنا له طريق الحق والباطل  ، والخير والشر .

وكلا المعنيين صالح لتفسير الآية ، فإنّ الله تعالى يسّر  على الحامل وضع جنينها ، وسهل خروجه من رحمها برحمته ومنته ، وفضله وكرمه .. ولولا تيسير الله لاستحال خروجه ، وبقي عبئاً ثقيلاً في بطنها  فما أعظم منة الله على نساء العالمين ! !

كما أنّ التيسير المذكور قد يكون بمعنى تبيين طريق الحق والباطل ، وطريق الخير والشر ، وهو نعمة أجل من سابقتها وكرم من الله وفضل لولاه لبقي كل أحد متخبط في دياجير الضلالة  والظلام ، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً .

بيد أنّ الأكثرين استخفوا بهذه النعمة ، وجحدوا فضلها وأهميتها فتنكروا لها فإذا بهم ضُلّالاً حائرين وفي أودية الكفر والفجور تائهين وغارقين .

د.رياض المسيميري

����أفلا يتدبرون����
������(( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً* فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ))������

مناسبة هذه الآيات لسابقتها ظاهر بجلاء ����

فإنّ العلاقة وثيقة بين قضية البعث ، وإحياء الأرض الموات بالمطر���� ، وكثيراً  ما يمثل القرآن الكريم للبعث بإنزال المطر وإحياء الأرض لما بينهما من التماثل العظيم والتشابه الوطيد .

ولو تأمل الجاحدون للبعث والنشور هذه التشابه الدقيق لما تحيروا في إمكانية إعادة الخلائق, وبعث الأموات فما ذلك على الله بعزيز .

����د.رياض المسيميري

����أفلا يتدبرون����
بعد تعداد النعم المتتابعة
����
( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً* فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً *

قال تعالى ....
����
(‏ متاعا لكم ولأنعامكم‏)

 أي فعل ذلك كله‏...‏ منفعة للعباد وتحقيقا لمصالحهم ومصالح أنعامهم ومواشيهم‏....)

د.زغلول النجار

فهلا تأملنا ذلك ...
����أفلا يتدبرون����‏

هل تأملتي بهذه الموعظة القرآنية وعملت بها

( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِه))

أي فليتأمل الإنسان بتدبر وتعقل غذاءه الذي يتغذي به ، من خلقه ؟ وكيف خلقه ؟
������
وحقيقة الأمر أنّ الله أمر السحاب فحملت الماء, ثم أمرها ثانية فصبّت ماءها في تضاعيف الأرض؛ فتشققت حدائق غناء, ودوحات فيحاء؛ فإذا بالحبوب تملأ  أركانها وعروش العنب تزين أطرافها .
����
وإذا بأشجار الزيتون  أنواعاً  وألواناً,  وإذا بالنخيل الباسقات تشدو بأعذب الألحان,وتلهج بأجمل التسبيح بحمد الخالق المدبر !
��
وإذا بالفواكه اللذيذات بُرتقالاً  وتُفاحاً ��، ورُماناً  وتيناً قد صبغت البساتين بألوان متنوعات, وصور زاهيات ناطقة بعظمة اللطيف الخبير .

وهي رغم ذلك مجرد متاع مؤقت إلى أجل قريب تعود بعدها الجنات اليافعات, والبساتين اليانعات بلاقع يابسات ، وهشيماً غابرات !

��د.رياض المسيميري

����أفلا يتدبرون����
ما الفرق في ترتيب الأهل بين سورتي عبس و المعارج ؟!!

قال تعالى في سورة عبس ((يوم يفر المرء من أخيه 34} وأمه و أبيه{35} وصاحبته وبنيه {36}))

وقال في سورة المعارج ((يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه{11} وصاحبته و أخيه{12}وفصيلته التي تؤيه {13} ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه {14})).

وهذا الترتيب في الأهل يتناسب مع سياق الآيات

ففي سورة عبس المشهد هو مشهد الفرار يخلو المرء بنفسه ويفرّ المرء أولاً من الأبعد إلى الأقرب إلى قلبه يفرّ أولاً من أخيه ثم من أمه وأبيه ثم من صاحبته وبنيه الذين هم أقرب الناس إلى قلبه.

أما في سورة المعارج فالمقام مقام عذاب وليس فرار فيرى المرء مشهد عذاب فوق ما تصوره ولا يقبل المساومة فيبدأ يفدي نفسه بالأقرب إلى قلبه ثم الأبعد لذا بدأ ببنيه أعز ما عنده ثم صاحبته وأخيه ثم فصيلته ثم من في الأرض جميعاً والملاحظ أنه في حالة الفداء هذه لم يذكر الأم والأب  إكراماً لهما.

الدكتور: فاضل السامرائي

����أفلا يتدبرون����
ولِجَمَاعَةِ مِنْ الْفُضَلَاءِ كَلَامٌ فِي قوله تعالى: {يوم يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} {وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} لِمَ ابْتَدَأَ بِالْأَخِ وَمِنْ عَادَة الْعَرَبِ أَنْ يُبْدَأَ بِالْأَهَمِّ؟

فَلَمَّا سُئِلْت عَنْ هَذَا قُلْت:
������
���� إنَّ الِابْتِدَاءَ يَكُونُ فِي كُلِّ مَقَامٍ بِمَا يُنَاسِبُهُ فَتَارَةً يَقْتَضِي الِابْتِدَاءَ بِالْأَعلى وَتَارَةً بِالْأَدْنَى وَهُنَا الْمُنَاسَبَةُ تَقْتَضِي الِابْتِدَاءَ بِالْأَدْنَى لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بَيَانُ فِرَارِهِ عَنْ أَقَارِبِهِ مُفَصَّلًا شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فَلَوْ ذَكَرَ الْأَقْرَبَ أَوَّلًا لَمْ يَكُنْ فِي ذِكْرِ الْأَبْعَدِ فَائِدَةٌ طَائِلَةٌ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ إذَا فَرَّ مِنْ الْأَقْرَبِ فَرَّ مِنْ الْأَبْعَدِ وَلَمَا حَصَلَ لِلْمُسْتَمِعِ اسْتِشْعَارُ الشِّدَّةِ مُفَصَّلَةً فَابْتُدِئَ بِنَفْيِ الْأَبْعَدِ مُنْتَقِلًا مِنْهُ إلَى الْأَقْرَبِ فَقِيلَ أَوَّلًا:

��{يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} فَعُلِمَ أَنَّ ثَمَّ شِدَّةً تُوجِبُ ذَلِكَ. وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَفِرَّ مِنْ غَيْرِهِ وَيَجُوزُ أَنْ لَا يَفِرَّ.

��فَقِيلَ {وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} فَعُلِمَ أَنَّ الشِّدَّةَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ بِحَيْثُ تُوجِبُ الْفِرَارَ مِنْ الْأَبَوَيْنِ.

��ثُمَّ قِيلَ {وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} فَعُلِمَ أَنَّهَا طَامَّةٌ بِحَيْثُ تُوجِبُ الْفِرَارَ مِمَّا لَا يَفِرُّ مِنْهُمْ إلَّا فِي غَايَةِ الشِّدَّةِ وَهِيَ الزَّوْجَةُ وَالْبَنُونَ وَلَفْظُ صَاحِبَتِهِ أَحْسَنُ مِنْ زَوْجَتِهِ.

ابن تيمية

����أفلا يتدبرون����
(فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) عبس)
������

نلاحظ أنه قال صاحبته ولم يقل زوجته ....

��لأن الحق تعالى يصوّر الفرار في هذا اليوم من أعز الناس على هذا الإنسان (لكل امرئ يومئذ شأن يغنيه)

��وبعض الزوجات قد يكون بينها وبين زوجها شيء من المشاكل فربما يفهم البعض أن الزوج يفر منها في الآخرة بسبب ما بينهما من مشاكل في الدنيا
لكن استخدام كلمة صاحبته ينفي هذا الإحتمال لأن الصاحبة تدل على المصاحبة فهي التي صاحبته في حياته. وقد جاء في الآية الكريم ذكر الترتيب الطبيعي في الفرار فآخر ما يفر الإنسان من بنيه لأنهم أغلى ما عنده.

أسرار التقديم والتأخير
����أفلا يتدبرون����
��( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَة ٌ)�� مضيئة مستنيرة.

��( وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ) ��
كالحةٌ مظلمةٌ
[سورة عبس]

▪عبر الله تعالى عن الذوات بالوجوه،،، لأن الوجه هو مرآة الإنسان،،،
بل هو مرآة القلب فتظهر انفعالات القلب على الوجه،،،

▫فالوجه صفحة ظاهرة، تنبيء عما في الباطن.

��د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي ��

����أفلا يتدبرون����
( أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ )
[سورة عبس]

 جمعوا بين فسادين؛؛؛
��بين فساد القلب، ��وفساد العمل,

��فساد القلب دل عليه وصفها
بالكفر،

��وفساد العمل دل عليه وصفها
 بالفجور.

��د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي��
����أفلا يتدبرون����

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق