الخميس، 15 نوفمبر 2012

من مجالس المتدبرين

مجلس تدبري حول بعض آيات الجزء الخامس عشر من كتاب الله

الإسراء 9{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}

القرآن هداية للعالمين وبشارة للمؤمنين بالأجر الكبير ونذير للكافرين
وقد سئل العلامة ابن باز ذات مرة: ما كتب العقيدة التي تنصحون بها؟
فأجاب أعظم كتب العقيدة وأنفعها كتاب الله, فيه الهدى والنور, فنوصي الجميع رجالا ونساءا, كبارا وصغارا به, فهو كتاب العقيدة والهدى ثم تلا الآية, ثم أشار إلى بعض كتب أهل السنة.

{ مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا}الإسراء
آية 18:الله سبحانه وتعالى قد يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب,
ثم يدخر لمن عصاه العقوبة في الآخرة,
فلا نغتر بالدنيا في أيدي الكفار أوالعصاة.

{انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً }

آيةالإسراء 21:البون الشاسع بين الطلاب في الدرجات والمعدلات ما هو إلا معيار من معايير التفاضل في أمر الدنيا,
وقد جاء التوجيه القرآني بالحث- عند الانشغال بالتفاضل الدنيوي- على تذكر التفاضل الأخروي, الذي هو أكبر وأعظم , والمؤمن الموفق له في كل شيء عبرة.

د. ابتسام الجابري

مهما عملت خصوصاً في حق الله تعالى وحق الوالدين اعتبر نفسك مقصر!!
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا....} الإسراء23

لذلك ختمت الآيات
بـِــ

(إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا)

{اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }
الإسراء 14:إن اعتاد الإنسان محاسبة نفسه وأجلسها بين يديه قاضيًا عادلا ،فسيزكيها وينقي صحيفته بالتوبة قبل فوات الأوان.

{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } الإسراء

عن ابن مسعود قال: { صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فلم يزل قائماً حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ ! } [متفق عليه]
-----
كان أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه؛ فيضربها ويقول:
[ يا أمارة بالسوء؛ ما خُلقتِ إلا للعبادة]

فأين نحن منهم؟؟

{ في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنهاوباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال (لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام،وبات قائماً والناس نيام

{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم..}
28بصيغة الجمع.الكهف

{وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}بصيغة المفرد.الكهف28

فشخص واحد كفيل بأن يخرجك من الجماعة الصالحة *

كثير من الناس يقرأ الأوراد ولايجد لها أثرا؟
ولو تدبر قوله سبحانه{ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا}
لأدرك السر في ذلك.. حيث يذكر الله بلسانه مع غفلة قلبه؛ فهل ينتظر أثراً لذاكر هذه حاله!

جاء رجل إلى الحسن البصري- رحمه الله-:
فقال: يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي...
قال: أدّبه بالذكر*

وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان..

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده ؟
لأن ذكر القلب يثمر المعرفة
ويهيج المحبة
ويثير الحياء
ويبعث على المخافة
ويدعو إلى المراقبة

، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً منها فثمرته ضعيفة.

※ مجالس المتدبرين ※

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق