الجمعة، 8 مارس 2013

آثار الفتن

الدرس السادس
من كتاب آثار الفتن 

اﻷثر السادس
:اشتباه اﻻمور واختﻻط الحق بالباطل.

من آثار الفتن وعواقبها :أن اﻻمور تشتبه فيها على الناس وتختلط ، وﻻ يميز كثير من الناس بين حق وباطل ، يقتل الرجل وﻻ يدري فيما قتل! ويقتله قاتله وﻻ يدري فيما قتله! لكنها فتنة مضطرمة ،تتغير النفوس ،وتعظم اﻻخطار،وتصبح اﻻمور مشتبة.
يقول ابو موسى اﻻشعري رضي الله عنه :
"ان الفتنة اذا اقبلت شبهت ،واذا ادبرت تبينت"
الفتنة اذا اقبلت على الناس شبهت ،تصبح امرها مشتبها غير متضح، واذا ادبرت عرف الناس حالها وتبين لهم امرها.
ومن لطيف مايذكر في هذا المقام قصة الصحابي سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه.
يقول ابن سيرين :قيل لسعد أﻻ تقاتل ؟يقصدون في الفتنة التي وقعت في زمنه وكان سعد ممن اعتزلها ،فقالوا له أﻻ تقاتل ؟! فإنك من أهل الشورى ،وأنت أحق بهذا اﻻمر من غيرك ؟
فقال :"ﻻ أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يعرف المؤمن من الكافر "
ثم ضرب سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه  مثﻻ عجيبا قال فيه :"مثلنا ومثلكم كمثل قوم كانوا على محجة بيضاء، فبينماهم كذلك يسيرون ،هاجت ريح عجاجة فضلوا الطريق -اشتبه الطريق بسبب العجاج والتبس اﻻمر عليهم -
فقال بعضهم : الطريق ذات اليمين، فأخذوا فيها فتاهوا وضلوا ،
وقال اﻵخرون :الطريق ذات الشمال ،فاخذوا فيها فتاهوا وضلوا ، وقال آخرون :كنا في الطريق حيث هاجت الريح فننيخ ،فأناخوا فأصبحوا ،فذهب الريح وتبين الطريق، فهؤﻻء هم الجماعة،
قالوا: نلزم مافارقنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نلقاه وﻻ ندخل في شيء من الفتن ".

المرجع :آثار الفتن لعبدالرزاق البدر -بتصرف -"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق