السبت، 9 مارس 2013

وسائل حفظ القرآن

وسائل الحفظ
عندما نتحدث عن اتقان القرآن فهناك قضيتان مهمتان
 الأولى معرفية
   والثانية عملية:
أولاً: الجانب المعرفي.
ويشمل:
 معرفة ثواب الحفظ ومنزلة الحفاظ
وهي لعمر الله مرتبة منيفة لا تدانيها مرتبة إنها مرتبة السفرة الكرام البررة
كما قال عليه الصلاة والسلام: « الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران ». متفقٌ عليه. فالمتقن مع سفرة الله إلى خلقه وهم الملائكة الكرام الذين هو سفراء الله بالوحي
(بأيدي سفرة كرام بررة) ويالها من منزلة تتطاول الأعناق للوصول إليها.
وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بن العاصِ رضي اللَّه عَنهما عنِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « يُقَالُ لِصاحبِ الْقُرَآنِ : اقْرأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ منْزِلَتَكَ عِنْد آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا ». رواه أبو داود. 
وعندما يتقن المؤمن حفظه ينال الخيرية في هذه الأمة المباركة ويحظى بشرف قول النبي صلى الله عليه وسلم
 (خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه)
فبعد التعلُّم يسعى للتعليم فيظفر بمزيد من الإتقان والجودة والمعرفة.
ويكفي في هذا الجانب أن نعرف أن كثرة تلاوة القرآن تجارة مباركة لا تخسر ولا تنقص
(إنَّ الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور).
الثاني: الجانب العملي.
ويكمن في بذل السبب في اتقان المحفوظ وذلك عن طريق كثيرة منها
 النظر للمصحف والآيات وتأملها حتى ترتسم كلماتها في قلب الإنسان وفكره فلا تزول سريعًا
ثم القيام بها في الصلوات الفريضة والنافلة وخاصة قيام الليل
(تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها).
وينبغي أن نعطي القرآن زهرة أوقاتنا التي تصفو فيها أذهاننا مثل قبيل السحر وبداية اليوم وبعد المغرب بعد انتهاءنا من مشاغلنا
 والناس تختلف بحسب جداول أعمالها ومن وسائل الحفظ والإتقان
 مدارسة القرآن وتسميعه وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن كاملًا في رمضان مع جبريل وفي العام الأخير تدارسه معه مرتان.
ومن وسائل وأسباب الحفظ إخلاص النية فالمؤمن يقصد بحفظه وجه الله فيبارك الله له في طاقاته وجهوده ومعارفه فيجد البركة والقوة في العلم والفهم والحفظ بحسب ما في قلبه من قصد وجه الله فالمعونة تنزل على المؤمن بقدر ما في قلبه من تعظيم وقصد صالح
وأخيرًا  فإن كثرة الاستغفار والإقلال من الذنوب والمبادرة للتوبة من أعظم أسباب إتقان القرآن
 فالقرآن نور وهداية ونور الله عطية كريمة لا توهب لعاصٍ.
جاء الإمام الشافعي إلى شيخه وكيع يشكوه سوء حفظه -مع أن الإمام الشافعي كان آيةً في الحفظ فقد كان يحفظ من أول مرة! فنصحه شيخُه بترك المعاصي،
 فقال الشافعي أبياته المشهورة:

 شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي      فأرشدني إلى ترك المعاصي
   وقال اعلم بأنَّ العلمَ نورٌ                  ونورُ الله لا يؤتاه عاصٍ
المشرف العام على مشروع حافظات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق