الاثنين، 4 مارس 2013

الدرس الثاني
 من كتاب آثار الفتن

اﻵثر الثاني :صرف الناس عن العلم والعلماء.

من آثار الفتن وعواقبها :انها تصرف الناس عن مجالس العلم ومجالسة العلماء ،وتعلم اﻻحكام ،ومعرفة الدين ،وتكون القلوب مشغولة ،وفيها نار الفتنة متأججة ،فﻻيطمئن لطلب علم ،وﻻ يقبل على مجالسة العلماء ،بل يكون منصرفا عن ذلك كله.
كذلك في الفتنة يقع كثير من الناس في انتقاص العلماء واحتقارهم ولمزلهم وهمزهم والطعن فيهم والتقليل من شأنهم ورميهم باﻻوصاف العظيمة ،يتجرأ على مقام العلماء جرأة سيئة ،وذلك كله من آثار الفتن والعياذ بالله.
مما جاء في هذا المعنى من اﻻخبار التي تروى في التاريخ :لما كانت فتنة عبد الرحمن بن اﻻشعت ،وقد دخل في هذه الفتنة عدد من القراء ،وكثير من الناس ،لما كانت هذه الفتنة انطلق نفر من الناس ،فدخلوا على الحسن البصري وهو امام من أجل أهل العلم ،وفقيه من كبار فقهاء اﻻسﻻم ،دخلوا فقالوا :
ماتقول في هذا الحجاج الذي سفك الدم الحرام وأخذالمال الحرام و..؟!فقال الحسن البصري :
"ارى اﻻ تقاتلوه ،فانها ان تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم ،وان يكن بﻻء ،فاصبروا حتى يحكم الله ،وهوخير الحاكمين "
فخرجوا من عنده ،وهم يقولون :نطيع هذا العلج ؟!
ثم ان هوﻻء النفر الذين قالوا هذه المقالة ولم يستجيبوا لنصحه ،خرجوا مع ابن اﻻشعت فقتلوا جميعا ،فلم يحصلوا خيرا ،ولم يستفيدوا من نصائح أهل العلم ،ﻻن أهل العلم أصبح ليس لهم مقام عندهم وليس لكﻻمهم اي اعتبار. او اي شأن. نسأل الله الثبات وان يجنبنا الفواحش والفتن ماظهر منها ومابطن.
المرجع :آثار الفتن لعبد الرزاق البدر -بتصرف-
"إذا كنت في الطريق إلى الله فاركـض ،
وإن صعب عليك فهـرول، وإن تعبت فـامشِ ،
فـإن لـم تستطع فسر حبوا،
            وإياك والرجوع "
              (الشــافعي )
الدرس الثالث
من كتاب آثار الفتن
اﻵثر الثالث : تصدر السفهاء

ومن آثار الفتن انها يترتب عليها تصدر السفهاء ،ومن ﻻعلم عندهم،ومن ﻻفقه لهم في دين الله، يتصدرون بالحماسة فقط ،بدون فقه في دين الله ،وبدون دراية ، فيتصدرون ويلقون اﻻحكام ويتدخلون في امر الفتيا وهم ﻻيعرفون بعلم وﻻ بروية ،لكنهم يدفعهم في ذلك حماسة تجرهم اليها الفتن.
يقول شيخ اﻻسﻻم ابن تيمة رحمه الله :
"والفتنة اذا وقعت عجز العقﻻء فيها عن دفع السفهاء"

وهذا شأن الفتن قال تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة اﻷنفال : 25]

واذا وقعت الفتنة، لم يسلم من التلوث بها اﻻ من عصمه الله ،
نسأل الله عز وجل أن يسلمنا أجمعين.
المرجع :آثار الفتن عبدالرزاق البدر -بتصرف-
الدرس الرابع

من كتاب آثار الفتن

اﻷثر الرابع : اﻻنتهاء الى العواقب المردية والمآﻻت السيئة.

من آثار الفتن وعواقبها: ان من يدخل الفتنة ويتورط فيها ،يبوء بالعواقب المردية ،وﻻ ينال منها خيرا.
شيخ اﻻسﻻم ابن تيمية تتبع جملة من الفتن التي ثارت في أزمنة قبله ورصدها وذكر في كتابه -منهاج السنة - خﻻصة نافعة لمآﻻت تلك الفتن فقال :
"قل من خرج على امام ذي سلطان اﻻ كان ماتولد على فعله من الشر اعظم مما تولد من الخير "
ثم لخص نتاج وآثار تلك الفتن فقال :"فﻻ أقاموا دينا وﻻ ابقوا دنيا "
أي :من تصدروا في تلك الفتن ،وسعوا فيها ،ما اقاموا دينا،ﻻن الفتنة اذا ثارت ،يقع القتل ،ويكثر الهرج،ويموج الناس ،وتحصل الفتن ،والعواقب السيئة ،وﻻ يحصل مثيرو الفتنة أي خير.

بل ان عددا كبيرا من الذين شاركوا في الفتن ودخلوا فيها كانت نهايتهم فيها الندم.
وسطر من ذلك شيء كثير في كتب التاريخ والتراجم اخبار ﻻولئك الذين شاركوا في الفتن كانت نهايتهم الندم على ذلك.
يقول شيخ اﻻسﻻم :وهكذا عامة السابقين ندموا على مادخلوا فيه من القتال.
ويقول ايوب السيختياني وقد ذكر القراء الذين خرجوا مع ابن اﻻشعت فقال :ﻻ اعلم احدا منهم قتل إﻻ قد رغب له عن مصرعه ،وﻻ نجا منهم احد إﻻ حمد الله الذي سلمه.

اللهم جنبنا الفواحش والفتن ماظهر منها ومابطن.
المرجع آثار الفتن عبد الرازاق البدر -بتصرف-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق